المرحلة الثالثة
قبل هذه المرحلة، مرت القوات المسلحة السعودية بتجارب عديدة، في مقدمتها حرب عاصفة الصحراء. كما حدث الكثير من التغيرات والتطورات العالمية، التي تمثلت في ظهور نظام عالمي جديد، ووصول التقنية العسكرية إلى درجة عالية. وبناء على هذه المتغيرات، ظهرت عقائد عسكرية حديثة تواكب العصر، في مقدمتها عقائد الحرب والعمليات المشتركة. لهذا رأت قيادة الكلية، بعد دراسة مستفيضة، تطوير منهج الكلية لكي يواكب متطلبات العصر، ويفي بحاجة القوات المسلحة، ويتمشى مع العقائد العسكرية الحديثة. وقد اكتمل المنهج الجديد في عام 1418هـ وطبق ابتداء من الدورة الرابعة والعشرين. وقد اشتمل هذا المنهج الجديد على أرقى وأحدث العلوم العسكرية في العالم، التي يحتاجها القادة والأركان في كل فرع من أفرع القوات المسلحة، وفي مقدمتها الدراسات الإستراتيجية، والعلمية، والثقافية، إضافة إلى العلوم العسكرية، والعلوم الدينية.
وقد وضع هذا المنهج بطريقة تتلاءم مع الفكر الوطني والعسكري في المملكة العربية السعودية. أما طريقة تنفيذ هذا المنهج، فكانت عن طريق تولي أجنحة الكلية الأربعة، التي تمثل أفرع القوات المسلحة، مسؤولية تقديم ومتابعة هذا المنهج للضباط التابعين لها، بالطريقة والأسلوب المناسبين لقواتهم. وبهذا أصبحت الموضوعات، التي تقدم لكل ضابط تعتمد في الدرجة الأولى، على القوة التي يتبع لها. وأصبحت كلية القيادة والأركان، كأنها أربع كليات مصغرة، تمثل كل واحدة منها فرعاً من أفرع القوات المسلحة. إضافة إلى ذلك، تم استخدام مرحلة مشتركة في الدورة، يتلقى فيها جميع ضباط الدورة موضوعات عامة ومشتركة، تهم جميع أفرع القوات المسلحة.
ومن التغيرات الأساسية، التي حدثت على منهج الكلية الجديد في هذه المرحلة، إدخال مفهوم العمليات المشتركة لأول مرة في تاريخ الفكر العسكري في المملكة. وقد وضع المرجع الخاص بذلك (التخطيط للعمليات المشتركة). ويتركز على تعليم الضابط أسس وإجراءات التخطيط المشترك. وتعتبر كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، أول كلية في المنطقة تتبنى هذا النوع المتقدم من العلم العسكري، كمادة أساسية. كما أضيف إلى منهج الكلية هذا العام أيضاً، مادة (بحوث العمليات). ومن التغيرات الجوهرية التي تمت في هذه الفترة، تطوير نظام التعليم في الكلية، وإدخال (نظام المجموعات) ضمن المنهج، وانتهاج أسلوب النقاش كطريقة تعليم جديدة في الكلية. وبهذا تواكب الكلية أحدث ما تُوصل إليه من أساليب التعليم الحديث. ويُعد هذا العام، (1419هـ) هو العام الرابع لتجربة هذا النظام، وقد ثبت نجاحه. والكلية مستمرة في توسيع نطاق تطبيق نظام المجموعات من عام إلى آخر. كما ثبت نجاح تجربة تطبيق منهج العمليات الحديث، الذي طُبق لأول مرة على الدورة (24).
وقد تم إجراء التعديلات والتطور اللازمين على المنهج والمواد بعد تخريج الدورة، واستمر تطبيق فكرة المنهج نفسها على الدورة (25). وبهذا أصبحت كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، تواكب أرقى الكليات العسكرية العالمية، وتقدم أحدث العلوم والفنون في العالم، التي يحتاجها القادة والأركان. وتُعد الكلية ـ في الوقت الحاضر ـ في درجة استعداد تعليمي عالٍ، للوفاء بمتطلبات القرن الحادي والعشرين
الأطروحة
يشتمل منهج كلية القادة والأركان على (أطروحة)، وهي بحث يقدمه الطالب ليكون مؤهلاً للتخرج، والحصول على درجة الماجستير في العلوم العسكرية. ويقدم الطالب أطروحته في موضوع تحدده الكلية. وتطرح الكلية سنوياً عدداً من الموضوعات الجديدة، التي يتم اختيارها بعد دراسة مستفيضة، ويشترط في الموضوعات المختارة أن تجمع بين الطابع العسكري، والطابع العلمي، والسياسي، والاقتصادي، وقضايا الساعة في العالم. وفي هذا العام ـ مثلاً ـ طُرحت الخمسة الموضوعات الآتية:
أ. فن القيادة.
ب. السوق العربية المشتركة.
ج. التحالفات الإسرائيلية، وأثرها على العالم العربي.
د. التحديات الفكرية، التي تواجه العالم الإسلامي.
هـ. الأهمية الإستراتيجية لجزر الخليج العربي.
قادة الكلية
تولى قيادة هذه الكلية عدد من القادة الأكفاء علمياً وعملياً، وكانوا أهلاً للثقة بتولي إدارة هذا الصرح العسكري العالي، ومنبع الفكر العسكري للقوات المسلحة السعودية. وساعدهم في هذه المهمة الجليلة عدد من الضباط الأكفاء، الذين عملوا كمساعدين لهم أو تولوا قيادة الكلية بالنيابة. وقد كان لهم جميعاً الفضل الكبير في تطوير الكلية تعليمياً طيلة مراحلها، حيث توالت هذه القيادات بشكل يواكب مراحل تطور الكلية ومهمتها. أمّا القادة الذين تشرفوا بقيادة هذا الصرح التعليمي رسمياً منذ نشأته فهم:
أ. الزعيم الركن معتوق حامد رده.
ب. العميد الركن سليمان بن عبدالله الشبيلى.
ج. اللواء الركن فؤاد عثمان رضوان.
د. اللواء الركن فيصل بن عبدالمعين الجودي.
هـ. اللواء الركن طلال بن قبلان العتيبي.
و. اللواء البحري الركن شامي بن محمد الظاهري.
..........................
..تم بحمد الله..