الجنود العراقيون يتدربون على تقنيات الاتصالات باستخدام "كابلات" الألياف الضوئية

بغـداد- إنَّ التدريبات التي يتلقـّاها جنود الجيش العراقي، على أيدي جنود التحالف لاتقتصر على إجادة فنون القتال وما يتعلق بميادين المواجهة العسكرية، بل إنهم يتلقون التدريب والمعرفة أيضاً، في مختلف نواحي الحياة الأخرى، كما يفعل الآن جنود فرقة الخيالة الأولى الذين يعكفون حالياً على تدريب نُظرائهم العراقيين على الخبرات والتقنيات المتعلقة بتكنولوجيا الإتصالات باستخدام كوابل (قابلوات) الألياف البصرية، والتي يُعـَدُّ استخدامها ثـورة في عالم الإتصالات وتكنولوجيا نُظـُم المعلومات.

وقد أُدخـِلَ ضابطٌ عراقي مختص بشؤون الإتصالات بالإضافة إلى رئيس عرفاء معنيٌّ بهذا الشأن من الجيش العراقي في دورة استغرقت ثلاثة أيام لتعلم كل ما يتعلق بتقنيات استخدام الألياف الضوئية وتنصيبها، وإدامتها، وإصلاح كابلات تلك الألياف في حالة إصابتها بتلف أو قطع معيـّن، وذلك لتسهيل عملية استخدام هذه الكوابل الخاصة في منظومات الإتصالات العسكرية بين وحدات الجيش المختلفة. وتهدف عملية التدريب هذه لإثنين من المتخصصين في مجال الإتصالات، إلى تمكينهما من نقل ما سيتعلمونه إلى أقرانهم الآخرين فيما بعد.

وفي إحدى مراحل الدورة كان المتدربان العراقيان جالسينِ إلى طاولة صغيرة تغطيها مختلف الكمـّاشات والأدوات الخاصة بالتعامل مع كوابل الألياف الضوئية... والألياف الضوئية هذه ليست كالأسلاك المعروفة لنا، بل إنها عبارة عن ألياف دقيقة وكأنها حـُزمة من الشُعيرات المكونة من ألياف زجاجية ضوئية دقيقة، مصممة بحيث تتمكن من نقل المعلومات على شكل إشاراتٍ ضوئية.

يقول العريف الفني "إيوجين كولادو" المنسوب إلى فرقة الخيالة الأولى في الجيش الأمريكي: "نحنُ نقومُ أساساً بنقل كل ما نمتلكه من خبرات تقنيـّة، وكل ما نعرفه من خلال تدريباتنا السابقة، إلى نـُظرائنا العراقيين، حول كل ما يتعلق بالألياف الضوئية.. والآن نُعلمهم كيفية لحام وإصلاح هذه الألياف إذا ما تعرضت إلى القطع".

وكان زميله الجندي أول الفني "جورج لوغو" مشغولاً في إيضاح طريقة لحم طرفي إحدى تلك الألياف للمتدرِّبين العراقيـّين، وذلك باستخدام جهازٍ خاص يستخدم الحرارة بحيث تـُذيب طرفي السلك الزجاجي الضوئي ومن ثم يدمجهما معاً من جديد ليعود السلك الزجاجي الليفي وكأنه لم يكن قد قٌطِعَ سابقاً.

يقول الجندي أول الفني لوغو: "جهاز اللحام الدَمـْجي هذا يأخذ نهايتي الخيط الليفي الزجاجي ومن ثم يلحمهما من الجزء المركزي الداخلي، بحيث لا يتم فقدان أي جزء زجاجي، ليُعيد السلك الزجاجي الخيطي وكأن شيئاً لم يحصل له من قبل".

وقام المتدرّب العراقي، رئيس العرفاء الفني "سعد جعفر كريم" بتجربة هذا الجهاز، حيثُ جلبَ طرفي السلك الضوئي المقطوع إلى حيثُ يكونان في الجهاز وقام بلحمهما سويةً.. ولكي يتأكد سعد جعفر من دقة عمله، قام الجهاز بعرض النتيجة على شاشة خاصة، حيثُ تبيـّن أن عملية اللحام قد تمت بشكلٍ كفوء ودقيق، وكأن الخيط الزجاجي الضوئي لم يسبق له أن قـُطِعَ.

وأوضحَ العريف يوجين كولادو قائلاً: "إن تدريب الكادر العراقي على هذه التقنية يكتسب أهمية كبيرة، فلو حصل أن قُطـِع إحد تلك الألياف الزجاجية، فلن يهرع الفني المعني إلى استبدال الكابل بأكمله، بل سيلجأ إلى إصلاحه بهذه الطريقة".

وبعد تدريب رئيس العرفاء الفني سعد وزميله الملازم ثاني جاسم محمد وليد على تقنية اللحام، قاما بنفسيهما بإصلاح أحد خطوط كوابل الألياف الضوئية في مقر فرقة الخيالة الأولى في معسكر "ليبرتي"... وأضاف كولادو قائلاً: "نحاول خلال هذه الدورة تغطية كل ما يتعلق بشؤون الألياف الضوئية".

وأما رئيس العرفاء الفني سعد جعفر كريم فقد أشار إلى أن التدريب كانَ شاملاً وقد جرى إيصال المعلومات اليهما بشكلٍ مـُبسـّط ويسير، من قبل زملائهم من فنيّي الجيش الأمريكي... وقال مختتماً كلامه: "نحنُ نتعلم لكي يـُصبحَ بامكاننا تدريب أقراننا من الفنيين في الجيش العراقي حول ما يتعلق بالألياف الضوئية، وقد كانت عملية مشاهدتنا لخطوات العمل والتدريب، واستيعاب المعلومات عملية سهلة".

في الصورة:

رئيس العُرفاء الفني سعد جعفر كريم، وهو يتدرّب على استخدام جهاز اللحام ودمج الألياف البصرية (الضوئية) المقطوعة، ضمن عملية إصلاح كابلات الألياف الضوئية الخاصة بالإتصالات العسكرية، وذلك اثناء دورة تدريبية خاصة أُقيمت في معسكر ليبرتي.

الصورة بعدسة، جون سولز، من الفرقة المتعددة الجنسيات- بغداد.