اللمبى عضو محترف
عدد المساهمات : 328 تاريخ التسجيل : 04/04/2010
| موضوع: حادثة الإفك آداب وأحكام الخميس نوفمبر 25, 2010 11:30 pm | |
| حادثة الإفك آداب وأحكام عبد الستار الجنابي تعد حادثة الإفك من أخطر الشائعات التي روجت في المجتمع المسلم وكان القصد منها النيل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن أهل بيته، فوجهت السهام إلى أقرب الناس من النبي صلى الله عليه وسلم وألصقهم به، ومن ثم ترويجها في المجتمع المسلم، وفقد تولى كبر نشر هذه الإشاعة عبد الله بن أبي بن سلول قال - تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (1)، وتعد هذه الحادثة فريدة في نوعها لأن تاريخ الدعوة لم يشهد لها مثيلاً من قبل، وفي الصف المسلم بالذات. لقد كانت حادثة الإفك معركة خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاضتها الجماعة المسلمة ضد المنافقين يوم ذاك، وخاضها الإسلام، فهي من أضخم المعارك التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج منها منتصراً كاظماً لآلامه الكبار، محتفظاً بوقار نفسه وعظمة قلبه وجميل صبره، فلم تؤثر عنه كلمة واحدة تدل على نفاذ صبره وضعف احتماله والآلام التي تتناوشه لعلها أعظم الآلام التي مرت به في حياته، والخطر على الإسلام من تلك الفرية التي صنعها المنافقون من أشد الأخطار التي تعرض لها في تاريخه (2). إن الإنسان ليقف متلمحاً أمام هذه الصورة الفضيعة لتلك الفترة الأليمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمام تلك الآلام العميقة اللاذعة لعائشة (3) زوجه المقربة، وهي فتاة صغيرة في نحو السادسة عشرة، تلك السنة المليئة بالحساسية المرهفة والرقة الشفيفة فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة ها هي ذي وفي براءتها ووضاءة ضميرها ونظافة تصوراتها، ها هي ترمى في أعز ما تعتز به ترمى في شرفها وهي ابنة الصديق الناشئة في العش الطاهر الرفيع، وترمى في أمانتها، وهي زوج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من ذرية بني هاشم، وترمى في وفائها، وهي الحبيبة المدللة القريبة من ذلك القلب الكبير...، ثم ترمى في إيمانها وهي المسلمة الناشئة في حجر الإسلام، من أول يوم تفتحت عيناها فيه على الحياة، وهي زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. ها هي ذي ترمى وهي بريئة غرة غافلة لا تحتاط لشيء، ولا تتوقع شيئاً، فلا تجد ما يبرئها، إلا أن ترجو من جناب الله، وتترقب أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا تبرئها مما رميت به، ولكن الوحي يتلبث في حكمة يريدها الله شهراً كاملاً، وفي مثل هذا العذاب (4). أهم الآداب والأحكام التي تؤخذ من محنة الإفك: أولاً: تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها من الإفك بقرآن يُتلى إلى آخر الزمان، قال - تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (5). ثانيا ً: تكذيب القائلين بالإفك، قال - تعالى -: (لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ) (6). ثالثا ً: النهي عن إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، قال - تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (7). رابعا ً: غيرة الله سبحانه على عباده المؤمنين الصادقين، ودفاعه عنهم، وتهديده لمن يرميهم بالفحش واللعن في الدنيا والآخرة، قال - تعالى -: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) (. قال صاحب الكشاف عند تفسير هذه الآيات: "ولو تليت القرآن كله، وفتشت عما أُعيد العصاة لم ترَ الله - تعالى - قد غلَّظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع المشحونة بالوعيد الشديد، والعتاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام ما ارتكب من ذلك واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة، وأساليب مفتنة، كل واحد كافٍ في بابه، ولو لم ينزل إلا هذه الآيات الثلاث لكفى بها، حيث جعل القذفة ملعونين في الدارين جميعاً، وتوعدهم بالعذاب العظيم في الآخرة، وبأن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا، وأنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب الذي هم أهله" (9). خامسا ً: بيان سنة من سنن الله الجارية في الكون، وهي أن الطيبين يجعلهم الله من نصيب الطيبات والطيبات يجعلهم الله من نصيب الطيبين، قال - تعالى -: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (10). سادسا ً: بين الله - سبحانه وتعالى - أن هؤلاء المشيعين لهذه التهمة الباطلة لم يعتمدوا في اتهامهم على أصل معتبر شرعاً، حيث قال - تعالى -: (لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ) (11) أي هلا أحضروا في اتهامهم هذا أربعة شهداء ممن ترضى شهادتهم يشهدون أنهم رأوا الجريمة!، فإذ لم يأتوا بالشهداء، كما هو الحال في أهل الإفك هذا فأولئك في حكم الله وشريعته هم الكاذبون، الذين بلغوا من الكذب حداً بالغاً، كأن غيره من الكذب لا شيء معه. سابعا ً: نظراً لخطورة هذا الأمر، أرشد الله المؤمنين الذين لم ينكروا خبر الإفك إلى الواجب الشرعي عليهم إزاء هذا الخبر الكاذب، إذ قال: (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) (12) أي هلا إذ سمعتم خبر الإفك أنكرتموه من أول وهلة، وقلتم ما يصح لنا ولا يستقيم مع أصول ديننا أن ننطق بهذا الخبر الكاذب!. ثامنا ً: كان موقف الصحابة رضي الله عنهم من قصة الإفك موقفاً كريماً نزيهاً، وقد رويت عن بعضهم كلمات في تبرئة أم المؤمنين رضي الله عنها تدل على ورعهم وقوة إيمانهم، كما تدل على نزاهة عائشة رضي الله عنها ومقدار قيمتها في نفوس المؤمنين، ومن هؤلاء أبو أيوب الأنصاري (13) رضي الله عنه، فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها قالت: "وكانت أم أيوب الأنصارية (14) رضي الله عنها قالت لأبي أيوب: أما سمعت ما يتحدث الناس به؟ فحدثته بقول أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم(15) وفي رواية، أن أم أيوب قالت: ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت يا أم أيوب فاعلة؟ قالت: لا والله، ما كنت فاعلة، قال: فعائشة والله خير منك (16). ومنهم سعد بن معاذ رضي الله عنه، فعن سعيد بن جبير في قوله - تعالى -: (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) قال: يعني ألا قلتم مثل ما قال سعد بن معاذ الأنصاري في أمر عائشة: (سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) (17)، ومنهم زينب بنت جحش رضي الله عنها فإنها أثنت على عائشة رضي الله عنها، ولم تتهمها حين استشارها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولعل ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من ثناء أسامة بن زيد رضي الله عنه على عائشة، وإصرار الجارية بريرة على تزكيتها، وهي من أخبر الناس بها، علاوة على تزكية زينب رضي الله عنها هو الذي شجع النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقوم فيستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول. تاسعا ً: ومن أهم الأمور التي ترتبت على حادثة الإفك، ذلك التشريع الإلهي الحكيم المتعلق بحماية المجتمع من الفوضى والانفلات، فإنه لما كان جانب العرض جانباً حساساً في المجتمعات التي تحافظ عليه، أصبح يقع بسبب انتهاكها قتل وتفكك في الأسر وتشويه للسمعة حتى تحط بعض الأسر العريقة في الشرف والعلو إلى الحضيض، فأراد الله سبحانه بتقديره وقوع ذلك الحدث أن يضرب المثل للمؤمنين بأن الاتهام الكاذب لم يبرأ منه حتى سيد البشر صلى الله عليه وسلم وأسرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا يتسرع المؤمنون في مواجهة هذا الحدث إذا ما وقعوا فيه فيتصرفوا تصرفاً شائناً بالقتل أو الطلاق بالنسبة لمن وقعت عليهم التهمة، أو بإشاعة الخبر والظنون السيئة لمن سمع به من المؤمنين، فقدر الله سبحانه وقوع هذا الحدث ليتحمل من أصيب بمثل ذلك بالصبر، ويتصرف بحكمة وروية، وليظن المؤمنون بإخوانهم خيراً، فيكفوا عن الخوض في مثل هذه الأمور التي تشتهي بعض النفوس الخوض فيها، حتى يستقيم المجتمع الإسلامي، ويتطهر من إشاعة مثل هذه الأخبار السيئة التي تحطم كيانه الأخلاقي. عاشرا ً: في محنة الإفك بين الله سبحانه كيف يأتي بالفرج والسرور بعد الشدة والبلاء، وتحيرت الصديقة وأبوها وأمها رضي الله عنهم بماذا يجيبون، أتاهم الله سبحانه بما تقر به أعينهم من الوحي الصادق على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل كالغيث الذي جاء بعد القحط والشدة (18)، كما قال الله - تعالى -: (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، فإذا كان فيها شدة وألم، ففيها من الدروس والعبر والتربية للأمة ما يفوق هذا الشر بكثير، فكم ارتفعت عائشة رضي الله عنها حين نزل براءتها قرآن يُتلى إلى يوم القيامة. الحادي عشر: قال الزمخشري في تفسير الآية السابقة: "ومعنى كونه خيراً لهم، أنهم اكتسبوا فيه الثواب العظيم؛ لأنه كان بلاءً مبيناً ومحنة ظاهرة، وأنه نزلت فيه ثماني عشرة آية كل واحدة منها مستقلة، بما هو تعظيم لشأن النبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له، وتنزيه لأم المؤمنين رضي الله عنها، وتطهير لأهل البيت وتهويل لمن تكلم في ذلك أو سمع به فلم تمجه أذناه، وعدة ألطاف السامعين والتالين إلى يوم القيامة وفوائد دينية وأحكام وآداب لا تخفى على متأمليها" (19). الثاني عشر: ومن هذه الأحكام ما نقله القرطبي عن الإمام مالك - رحمه الله - قال: "من سب أبا بكر قتل ومن سب عمر قتل، ومن سب عائشة قُتل؛ لأن الله - تعالى – يقول: (يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) (20)، فمن سب عائشة خالف القرآن، ومن خالف القرآن قُتل، وكل من سبها بما برأها الله به مُكذب لله، ومن كذب الله فهو كافر بالإجماع" (21). الثالث عشر: وحيث كان النبي صلى الله عليه وسلم أطيب الطيبين وخيرة الأولين ولآخرين، تبين كون الصديقة رضي الله عنها من أطيب الطيبات بالضرورة، واتضح بطلان ما قيل في حقها من قبل المنافقين والباطنيين من خرافات؛ لأن الله - تعالى - الذي برأها من فوق سبع سموات يقول: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (22)، وهو الجنة (23). قال ابن كثير: أي ما كان ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة؛ لأنه أطيب من كل طيب البشر، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ً ولا قدرا ً، ولهذا قال - تعالى -: (أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) أي عما يقول أهل الإفك والعدوان (24). الرابع عشر: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، كما دل عليه سياق آية الأحزاب: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى وَأَقِمْنَ الصَّلآةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (25). ومذهب أهل السنة والجماعة أنهم يتولون جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ويترضون عنهن، ويؤمنون أنهن أزواجه في الدنيا والآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتعظيم وتحريم نكاحهن، وأنهن مطهرات مبرآت من كل سوء، ويتبرأون ممن آذاهن أو سبهن، ويحرمون الطعن فيهن وقذفهن خصوصا ً خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده في أمره، وكان لها من المنزلة العالية، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) (26). ومن زوجاته حفصة أم المؤمنين بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ومن زوجاته أم سلمة ذات الهجرتين التي هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ومنهن زينب أم المؤمنين التي زوجها الله إياها من فوق سبع سماوات، ومنهن صفية بنت حيي من ولد هارون بن عمران رضي الله عنها، ومنهن جويرية بنت الحارث زعيم بني المصطلق، ومنهن سودة بنت زمعة التي نزلت بسببها آية الحجاب، ومنهن أم حبيبة بنت أبي سفيان زعيم قريش التي هاجرت الهجرتين أيضا ً، ومنهن ميمونة بنت الحارث، رضي الله عنهن أجمعين. الخامس عشر: وأخيرا ً بين الله - تعالى - فضاعة هذا العمل، وحذر عباده المؤمنين من أن يعودوا لمثل هذا التصرف، فينتهكوا أعراض إخوانهم المؤمنين بلا بينة ولا برهان: (يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ). ــــــــــــــــــــــــ (1) سورة النور, الآية ( 11). (2) قطب: في ضلال القرآن ( 3/1220). (3) الصديقة ابنة الصديق أبي بكر بن أبي قحافة التيمي القرشي , تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ابنة تسع سنين مناقبها جمة كانت من أفقه النساء , عالمة بالشعر والأنساب والطب, ماتت بالمدينة سنة ( 57هـ), ابن سعد : الطبقات ( 8/58)؛ ابن عبد البر: الاستيعاب ( 4/1881)؛ ابن حجر: الإصابة ( 4/359). (4) قطب: في ظلال القرآن ( 3/1221). (5) سورة النور, الآية ( 10). (6) سورة النور, الآية ( 12). (7) سورة النور, الآية ( 19). ( سورة النور, الآية ( 23 ـ 24 ـ 25 ). (9) الزمخشري, جار الله محمود بن عمر الخوارزمي ( ت 538هـ), الكشاف عن حقائق التنزيل, (بيروت, دار الفكر, د.ت) ( 3/323). (10) سورة النور, الآية ( 26). (11) سورة النور, الآية ( 12). (12) سورة النور, الآية ( 12). (13) خالد بن زيد بن كليب الأنصاري النجاري, صحابي جليل, كثير المناقب, شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم في داره مقدمه المدينة، مات بأرض الروم مجاهداً سنة ( 50هـ), ابن خياط : الطبقات, ص ( 89), ابن عبد البر: الاستيعاب (2/ 424)؛ ابن حجر: الإصابة (1/405). (14) بنت قيس بن عمرو بن امرئ القيس الخزرجية الأنصارية, امرأة أبي أيوب الصحابي المشهور, ابن حجر: الإصابة (4/434). (15) الطبراني: المعجم الكبير ( 23/76)؛ ابن حجر: فتح الباري ( 8/470). (16) ابن هشام: السيرة النبوية (4/268)؛ الطبري: التاريخ (2/114)؛ ابن كثير: التفسير ( 3/273). (17) الطبراني: المعجم الكبير ( 23/ 144). (18) فريد, أحمد, وقفات تربوية مع السيرة النبوية, ( ط7, الرياض , دار طيبة , 1424هـ), ص (287). (19) الكشاف ( 3/217ـ218). (20) سورة النور, الآية ( 17). (21) التفسير: ( 6/504), وينظر: الهيتمي: الصواعق المحرقة ص ( 384). (22) سورة النور, الآية ( 26). (23) القاسمي: محاسن التأويل ( 12/102). (24) التفسير ( 3/378). (25) سورة الأحزاب , الآية ( 33) . (26) البخاري : الصحيح ( 3/1252) ح ( 3558 ) ؛ مسلم : الصحيح ( 4/1886) ح ( 2431) ؛ النسائي : السنن الكبرى ( 4/161) ح ( 6692) ؛ ابن ماجة : السنن ( 2/1091) ح ( 3280) . من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. | |
|