مخطط أمريكي جديد لاختراق الشباب المصري عبر جوجل
مخطط أمريكي جديد لاختراق الشباب المصري عبر جوجل
لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية بالمبادرة في الإعلان عن تخصيصها أكثر من 40 مليون دولار لتمويل أحزاب وجماعات سياسية في مصر خلال وبعد الثورة ، في اختراق واضح للأمن القومي المصري ، ومحاولة تسببت في خلق حالة استقطاب حادة ، أدخلت القوى المصرية السياسية في سباق ولهث وراء ما يسمى "تورتة ميدان التحرير" ، وإظهار التواجد الميداني، والإيقاع بين التيارات المختلفة عبر اتهامات بتلقي التمويل الخارجي، مما هدد الثورة المصرية وعطلها .
إلا ان هذه المرة الاختراق من نوع جديد وغير معلن ، فقد عرضت شركة جوجل الأمريكية المقربة من أجهزة الأمن الأمريكية على القارئ والمثقف المصري على شبكة الإنرنت خدمة استقبال أفكاره التي تتعلق بالتكنولوجيا الجديدة او تطبيقات متطورة في مجالات، الحوسبة السحابية، والتجارة الإلكترونية، وتطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الجغرافية، وإثراء المحتوى العربي على شبكة الانترنت ! في اختراق صريح للامن القومي المصري ومحاولة لاكتشاف قدرات المصريين التكنولوجية ، وقياسها ، والاستفادة من الخبرات المصرية والإبداع المصري في هذا المجال .
ولا يخفى على احد ان جوجل والاستخبارات الامريكية (CIA) تدعمان شركة تعرف باسم (Recorded Future)، وهي تعنى بالتجسس والحرب على ما يسمى "الإرهاب " ومتابعة وملاحقة كل ما يجري على شبكة الانترنت بالتوقيت الفعلي، حيث تتابع أوتوماتيكياً عشرات آلاف المواقع والمدونات وحسابات تويتر (Twitter) لمعرفة الصلات بين الناس وامكانية ربطها بحوادث معينة أو تحركات ما.ومن ثم يقوم معالج بيانات بتحليل هذه المعطيات ووضع خريطة توقعات بناء على مجريات الأحداث لمعرفة احتمالات ما يمكن أن يحدث في المستقبل ، وهو ما يتيح اختراق مجموعات بشرية لأهداف أخرى غير "الحرب على الارهاب" تتعلق بالتجسس الصريح على شباب الدول الأخرى .
وكانت شركة جوجل قد ساعدت المخابرات الأمريكية عدة مرات على تثبيت وتهيئة الأجهزة، ولكنها المرة الاولى التي تتشارك فيها جوجل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA).
وعلى الرغم من عدم تأكيد الجانبين رسمياً لمثل هذا النوع من التعاون ، إلا أن الواقع يتحدث عن نفسه حين يتحد التمويل من الجانبين في شركة واحدة وهي (Recorded Future ).حيث قامت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية من خلال شركة "In-Q-Tel" التابعة لها وجوجل (Google) بهذا التمويل. ومن المعروف وجود أشخاص من الجانبين في مجلس إدارة الشركة التي أنشئت عام 2009، ومن المتوقع أن يكون كلا الجانبان قد وظفا أكثر من عشرة ملايين دولار في هذه الشركة .
وتتيح الأنظمة التي تستخدمها شركة (Recorded Future) استخلاص البيانات المطلوبة من المواقع المحددة مثل أسماء الأشخاص وأماكن الأحداث التي يتحدثون عنها، وتقوم بتحليل توقيت وكيفية وقوع هذه الأحداث وطبيعة الوثائق الخاصة بهذا الموضوع ليقوم بعد ذلك برنامج الذكاء الاصطناعي (Artificial Inelegance) بمحاولة معرفة كيفية ترابط هذه المعلومات عن طريق قاعدة بيانات ضخمة تحوي قرابة مائة مليون حدث موجودة على خدمات موقع أمازون (Amazon.com) أحد أكبر مواقع البيع في العالم.
وقالت شركة جوجل: "أمامك فرصة ان تتقدم لمبادرة جديدة اطلقتها شركة جوجل العالمية للشباب المصري، بهدف اختيار أفضل مشروع في مجال التكنولوجيا وتقديم تمويل مجاني يصل الي 1.2 مليون جنيه. "
وكشفت المصادر عن ان الاشتراك في هذه المسابقة يكاد يكون بلا شروط، ومن خلال تقديم الفكرة ولو حتى اولية على خدمة startwithgoogle، أو"ابدأ مع جوجل'' .
ونفى وائل الفخراني، المدير الاقليمي لشركة Google في مصر وشمال أفريقياالاتهامات الموجهة إلى البرنامج وقال : إن "بعد الثورة كانت لدينا رغبة كبيرة في ان نشارك هذا المجتمع في المستقبل، ونشعر بحماس شديد تجاه هذه الفكرة، وسنقوم بجولة في أغلب محافظات مصر، لكي نضمن مشاركة أكبر عدد من الشباب المصري. وأتاحت الشركة عبر خدماتها مساحة كبيرة للاختيار ، خاصة على مستوى التكنولوجيات التي يمكن استخدمها والتي لا تتقيد ببرمجيات وتطبيقات جوجل، ويقول فخراني:'' قمنا بدعوة مجموعة من المنافسين اثناء اطلاق جوجل، ولا نمانع اذا كانت الفكرة الفائزة تنافس موقع جوجل نفسه !''.
وتزعم شركة جول أن المسابقة تأتي في إطار اتفاقية التعاون التي وقعتها الشركة مع الحكومة المصرية عام 2009 لتنمية ودعم منظومة الإنترنت في مصر ، بحسب الشركة.
خلال حفل اطلاق مبادرة ''ابدا مع جوجل''، تم تقديم عرض تقديمي لأبرز قصص النجاح المصرية، مثل خالد بشارة رئيس مجلس ادارة شركة اوراسكوم تليكوم، وحنان عبدالمجيد الرئيس التنفيذي لشركة او تي فينشرز، وكذلك زياد على المؤسس ورئيس شركة الزوارد، والاخير ادار حفل اطلاق المبادرة، وركز علي "ٌقيمة الفشل''، واعتبر ان التجربة هي البداية وان الفشل لا يمكن ان يرهب الشباب، خاصة شباب الثورة الذي غير مستقبل مصر والعالم بطرق غير تقليدية".
ومن المقرر أن تقوم جمعية عصر العلم وشركة Innoventures لدعم المشروعات التكنولوجية الناشئة، بتنفيذ كافة مراحل هذه المبادرة، وستقومان باطلاق حملة ترويج وتوعية لحث الشباب على المشاركة. يقول، محمد عبود، استشاري تطوير الأعمال جمعية عصر العلم: " بعد نجاح الثورة، نحتاج الي ثورة جديدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، فطاقات شباب الثورة مازالت تبحث عن مكان تنطلق منها للبناء".
وتتوالى مراحل المسابقة لانتقاء 50 مشارك من أفضل نماذج مقدمة وتوفير فرصة للإشراف التدريبي المباشر لكل منهم على مدار شهرين للارتقاء بالمستوى الفني والإداري لهذه المشاريع. وبنهاية فترة الاشراف سيتم عرض وبلورة المشاريع في معرض كبير أمام العديد من المستثمرين ورجال الأعمال المدعوين من كل أنحاء العالم لترشيح أفضل 20 متسابق يتأهلون لمرحلة التصفيات النهائية، وفيها يتم التقييم من خلال عدد من المحكمين والخبراء للإعلان عن الفائز بالجائزة المالية وقدرها مليون ومائتي ألف جنيه كرأس مال تأسيسي لهذا المشروع.